[٦] فضل سورة الفجر في التأثير إيجاباً على حياة المسلم إنّ سور القرآن الكريم هي كنوز زاخرة بالفوائد، وقد اشتملت سورة الفجر بآياتها وموضوعاتها على الكثير من الفوائد والثّمرات التي يمكن للمسلم أن يجنيها وأن يُفعّلها في حياته إيجابًا إذا أحسن التأمل وأتقن التطبيق، وفيما يأتي ذكر شيءٍ من هذه الفوائد: [٧] إنّ وقت الفجر من الأوقات العظيمة التي يجدر بالمسلم أن يُحسن استغلالها بالعبادة ، ثمّ يبدأ بعدها بالسعي في ملكوت الله وتحقيق النفع له ولغيره. إنّ الأعياد الإسلامية وما يسبقها من الأيام الفاضلة ومواسم الطاعات ما هي إلّا منحة ربّانية للعباد، ومن الجميل أن يقدّروها وأن يتصرّفوا فيها كما هو مشروع. إنّ التكذيب والعناد والكفر والجحود ليس له عاقبة سوى الهلاك والخسران، والعبد الصالح هو من سمع واعتبر وانتفع، فَتَرَك كلّ ما يمكن أن يودي به إلى مهاوي الضلال والعذاب، والتزم طريق الصواب والفلاح. إنّ الأقوام والحضارات مهما بلغت من قوّة ومجد فإنّ هذا لن ينفعها ولن يحميها من عذاب الله إن هي آثرت الطغيان على العدل، والكفر على الإسلام. إنّ الحرص على نعم الدنيا ورزقها ليس بالحرص النافع؛ فكلّ ما في الدنيا زائل، وإنّما ينبغي للعبد أن يحرص على ما ينفعه من أمر الآخرة.
{إِلاَّ الْمُصَلِّينَ} المقصود هنا المقيمين لصلواتهم. {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ} الذين يحافظون على أداء صلواتهم طوال الوقت ولا يشغلهم عنها شيء. {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ} والذين يتركون من أموالهم ما فرضه الله عز وجل عليهم. {لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} يمنحون زكاتهم لمن يسألهم المعونة ولمن يتعفف عن سؤالها. {وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} الذين يؤمنون بيوم الحساب ويعملون خيرًا لهذا اليوم. {وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ} المقصود هنا والخائفين من عذاب ربهم. {إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} عذاب الله عز وجل لا يأمنه أحد. {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} الحافظون لفروجهم من جميع المحرمات التي حرمها عليهم الله عز وجل. {إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} في هذه الآية استثناء في حفظ الفروج للأزواج والإماء فليس عليهم لوم في ذلك. {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} المقصود بهذه الآية أنه من طلب لقضاء شهوته غير الزوجات والمملوكات فأولئك هم المتجاوزون للحلال بالحرام.
dicksplaceinc.com, 2024 | Sitemap