عربى - التفسير الميسر: فليشكروا وليعبدوا رب هذا البيت وهو الكعبه الذي شرفوا به وليوحدوه ويخلصوا له العباده
وليس السهو الذي يطرأ عليه في صلاته ولا يقدر على دفعه عن نفسه هو الذي ذم به، لأنه عفو. وفي تأويل ما استحق به هذا الذم ستة أوجه: أحدها: أن معنى ساهون أي لاهون، قاله مجاهد. الثاني: غافلون، قاله قتادة. الثالث: أن لا يصلّيها سراً ويصليها علانية رياء للمؤمنين، قاله الحسن. الرابع: هو الذي يلتفت يمنة ويسرة وهواناً بصلاته، قاله أبو العالية. الخامس: هو ألا يقرأ ولا يذكر الله، قاله قطرب. السادس: هو ما روى مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن {الذين هم عن صلاتهم ساهون} فقال: «هم الذين يؤخرون الصلاة عن مواقيتها». {الذين هم يُراءونَ} فيه وجهان: أحدهما: المنافقون الذين يراءون بصلاتهم، يصلّونها مع الناس إذا حضروا، ولا يُصلّونها إذا غابوا، قاله علي وابن عباس. الثاني: أنه عامّ في ذم كل من راءى لعمله ولم يقصد به إخلاصاً لوجه ربه. روي عن النبي صلى الله عيله وسلم أنه قال: «يقول الله تعالى: مَن عَمِل عملا لغيري فقد أشرك بي وأنا أغنى الشركاء عن الشرك». {ويَمْنَعُونَ الماعونَ} فيه ثمانية تأويلات: أحدها: أن الماعون الزكاة، قاله علي وابن عمر والحسن وعكرمة وقتادة، قال الراعي: أخليفة الرحمن إنا مَعْشَرٌ ** حُنَفاءُ نسجُد بكرةً وأصيلاً.
الثالث: أنهم كانوا يفتشون الحاج عن ذي الخلة فيسدون خلته، والقرش: التفتيش، قال الشاعر: أيها الشامتُ المقِّرشُ عَنّا ** عند عَمرو فهل له إبْقاءُ الرابع: أن قريشاً اسم دابة في البحر، من أقوى دوابه، سميت قريشاً لقوتها وأنها تأكل ولا تؤكل، وتعلو ولا تعلى، قاله ابن عباس واستشهد بقول الشاعر: هكذا في العباد حيُّ قريش ** يأكلون البلادَ أكْلاً كشيشاً ولهم آخرَ الزمان نبيٌّ ** يَكثر القتل فيهمُ والخموشا يملأُ الأرضَ خَيلةً ورجالاً ** يحشُرون المطيَّ حشْراً كميشاً تأكل الغثَّ والسَمينَ ولا تت ** رُكُ يوماً في جناحين ريشاً. وقريش هي التي تسكن البح ** ر بها سميت قريش قريشاً. سلّطت بالعلو في لجج البحر ** على سائر البحور جيوشاً. {إيلافِهم رِحْلَةَ الشتاءِ والصَّيْفِ} كانت لقريش في كل عام رحلتان والرحلة السفرة، لما يعانى فيها من الرحيل والنزول، رحلة في الصيف ورحلة في الشتاء طلباً للتجارة والكسب. واختلف في رحلتي الشتاء والصيف على قولين: أحدهما: أن كلتا الرحلتين إلى فلسطين، لكن رحلة الشتاء في البحر، طلباً للدفء، ورحلة الصيف على بصرى وأذرعات، طلباً للهواء، قاله عكرمة. الثاني: أن رحلة الشتاء إلى اليمن لأنها بلاد حامية، ورحلة الصيف إلى الشام لأنها بلاد باردة، قاله ابن زيد.
(([1] صحيح البخاريّ: كتاب الإيمان، باب الإيمان وقول النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «بني الإسلام على خمس»، الحديث رقم (8). فَلْيَعْبُدُوا: الفاء الفصيحة ومضارع مجزوم باللام والواو فاعله ربَّ هذَا: مفعول به مضاف إلى اسم الإشارة الْبَيْتِ: بدل من اسم الإشارة والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها. بَيْتِ: الكعبة
المسألة الثانية: الإشارة إلى البيت في هذا النظم تفيد التعظيم فإنه سبحانه تارة أضاف العبد إلى نفسه فيقول: يا عبادي ، وتارة يضيف نفسه إلى العبد فيقول: وإلهكم ، كذا في البيت ( تارة) يضيف نفسه إلى البيت وهو قوله: ( فليعبدوا رب هذا البيت) وتارة يضيف البيت إلى نفسه فيقول: ( طهرا بيتي) [ البقرة: 125]
عَرَبٌ نرى لله في أمْوالِنا ** حقَّ الزكاة مُنزّلا تنزيلاً قَوْمٌ على الإسلام لمّا يَمْنعوا ** ماعونَهم ويضَيِّعوا التهْليلا الثاني: أنه المعروف، قاله محمد بن كعب. الثالث: أنه الطاعة، قاله ابن عباس. الرابع: أنه المال بلسان قريش، قاله سعيد بن المسيب والزهري. الخامس: أنه الماء إذا احتيج إليه ومنه الماء المعين وهو الجاري، قال الأعشى: بأجود منا بماعونه ** إذا ما سماؤهم لم تغِم السادس: أنه ما يتعاوره الناس بينهم، مثل الدلو والقدر والفاس، قاله ابن عباس، وقد روي مأثوراً. السابع: أنه منع الحق، قاله عبد الله بن عمر. الثامن: أنه المستغل من منافع الأموال، مأخوذ من المعنى وهو القليل، قاله الطبري وابن عيسى. ويحتمل تاسعاً: أنه المعونة بما خف فعله وقل ثقله.
وقال بعضهم: أمروا أن يألفوا عبادة ربّ مكة كإلفهم الرحلتين. *ذكر من قال ذلك: حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآمُلِيّ, قال: ثنا مروان, عن عاصم الأحول, عن عكرِمة, عن ابن عباس, في قول الله: ( لإيلافِ قُرَيْشٍ) قال: أُمروا أن يألفوا عبادة ربّ هذا البيت, كإلفهم رحلة الشتاء والصيف.
فليعبدوا رب هذا البيت...! بقلم:فضيـلة الشــيخ ياســين الأســطل بسم الله الرحمن الرحيم فليعبدوا رب هذا البيت...! بقلم: فضيـلة/ الشــيخ ياســين الأســطل الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة بالمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله.
الثاني: من خوف الحبشة مع الفيل، قاله الأعمش. الثالث: آمنهم من خوف الجذام، قاله الضحاك والسدي وسفيان الثوري. الرابع: يعني آمن قريشاً ألا تكون الخلافة إلا فيهم، قاله علّي رضي الله عنه.. سورة الماعون:. تفسير الآيات (1- 7): {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)} قوله تعالى: {أرأيْتَ الذي يُكَذِّبُ بالدِّينِ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: يعني بالحساب، قاله عكرمة ومجاهد. الثاني: بحكم الله تعالى، قاله ابن عباس. الثالث: بالجزاء الثواب والعقاب. واختلف فيمن نزل هذا فيه على خمسة أوجه: أحدها: أنها نزلت في العاص بن وائل السهمي، قاله الكلبي ومقاتل. الثاني: في الوليد بن المغيرة، قاله السدي. الثالث: في أبي جهل. الرابع: في عمرو بن عائذ، قاله الضحاك. الخامس: في أبي سفيان وقد نحر جزوراً، فأتاه يتيم، فسأله منها، فقرعه بعصا، قاله ابن جريج. {فذلك الذي يَدُعُّ اليتيمَ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: بمعنى يحقر البيت، قاله مجاهد.
dicksplaceinc.com, 2024 | Sitemap