عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «من قرأ كل يوم أو كل جمعة سورة الأحقاف ، لم يصبه اللّه بروعة في الحياة الدنيا ، وآمنه من فزع يوم القيامة ، إن شاء اللّه تعالى» «1». ومن خواص القرآن: روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «من قرأ هذه السورة مشت كتبت له من الحسنات بعدد كل رجل مشت على الأرض عشر مرات ، ومحي عنه عشر سيئات ورفع عشر درجات ، ومن كتبها وعلقها عليه ، أو على طفل ، أو ما يرضع أو سقاه ماءها ، كان قويا في جسمه ، سالما مما يصيب الأطفال من الحوادث كلها ، قرير العين في مهده بإذن اللّه تعالى ومنّه عليه» «2». وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «من كتبها وعلقها على طفل ، أو كتبها وسقاه ماءها كان قويا في جسمه ، سالما مسلما صحيحا مما يصيب الأطفال كلها قرير العين في مهده» «3». وقال الإمام الصادق عليه السّلام «من كتبها في صحيفة وغسلها بماء زمزم ، وشربها كان عند الناس محبوبا ، وكلمته مسموعة ، ولا يسمع شيئا إلا وعاه ، وتصلح لجميع الأغراض ، تكتب وتمحى وتغسل بها الأمراض ، يسكن بها المرض بإذن اللّه تعالى» «4». ___________________ (1) ثواب الأعمال ، ص 143. (2-4) تفسير البرهان ، ج 7 ، ص 184.
هو شفاء لأمراض القلوب والأبدان، وقد قال الشوكاني رحمه الله: "اختلف أهل العلم في معنى كونه شفاء على قولين: الأول أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وذهاب الريب وكشف الغطاء عن الأمور الدالة على الله سبحانه، والقول الثاني: أنه شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقى والتعوذ ونحو ذلك ولا مانع من حمل الشفاء على المعنيين". وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "تأثير قراءة القرآن في المرضى أمرٌ لا ينكر، قال عز وجل: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا}، ويشمل الشفاء هنا أمراض القلوب وأمراض الأبدان"، وقد جاءت الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإثبات فضائل زائدة لبعض سور القرآن الكريم، وتأثيرها في حدوث الشفاء من الأمراض، مثل سورة الفاتحة التي تعدّ أعظم سور القرآن الكريم، وسورة الإخلاص التي تعادل ثلث القرآن الكريم، وسورة الفلق وسورة الناس. ولا يوجد حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن لسورة الرحمن فضلًا ليس لغيرها في علاج الأمراض، وما ينتشر في هذا السياق في بعض المواقع أقرب إلى البدعة والكذب، وذلك لأن مثل هذا التحديد الدقيق كتحديد سورة محددة، وقراءتها لعدد محدد من المرات، ولفترة محددة، ولأمراض معينة لا يمكن علمه إلا من جهة الوحي؛ لذلك فإن تخصيص آيات معينة لعلاج بعض الأمراض بلا دليل شرعي لا يجوز، فإن في القرآن كله شفاءً، وهو خير للمؤمنين.
ترتيب سورة الحاقة الحاقة ، أي "الواقع المحتوم" ،أو سورة الحق ، من أسماء يوم القيامة، وتسمى أيضًا السلسلة (سلسله) والواعية (واعیه) ، وهي إحقاق للحق وإثبات وجوبه حيث يتحقق الوعد بالجزاء على الافعال ، وهي السورة رقم 69 من ترتيب المصحف الشريف وتقع في الجزء 29 وعدد آياتها هو 52 آية وهي سورة مكية بالاتفاق بين العلماء ، و كما يبين اسم السورة نفسه بوضوح. فإن الموضوع الرئيسي الذي نوقش في هذه السورة الكريمة و بتفصيل بياني هو يوم لا جدال فيه ، ألا وهو يوم القيامة والبعث مرة أخرى ، حيث يواجه المؤمنون وغير المؤمنين من البشر كافة دون استثناء نتيجة وجزاء الأفعال التي أرتكبوها في العالم المادي اي في الحياة الدنيا ، فقد حق ذلك لأهل الجنة كما حق ايضا لأهل النار ، وتذكر سورة الحاقة ايضا تاريخ القبائل القديمة مثل عاد وثمود ولوط وأهل نوح وفرعون الذين رفضوا رسالات الله وكذبوا الانبياء المرسلين اليهم ، فكانت نتيجة هذا التكذيب هو وقوع غضب الله عليهم، ونقرأ أيضًا في سورة الحاقة عن عظمة القرآن وعظته وصدق النبي محمد عليه صلوات الله وتسليمه.
بتصرّف. ↑ سورة الرحمن، آية: 13. ↑ "سورة الرحمن" ، albayanalqurany ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-10. بتصرّف. ↑ سورة الاسراء، آية: 82. ↑ سورة فصلت، آية: 44. ↑ "هل ثبت أن الاستماع إلى " سورة الرحمن " يعالج الكثير من الأمراض ؟" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-10. بتصرّف. ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 7301، خلاصة حكم المحدث: ضعيف. ↑ "هل ورد الاستشفاء بسورة الرحمن من الأمراض الحسية والمعنوية" ، islamweb ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-16. بتصرّف. ↑ "التداوي بالماء المقروء عليه وكيفيته" ، islamweb ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-4. بتصرّف. ↑ "مقاصد سورة الرحمن" ، islamweb ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-10. بتصرّف. ↑ سورة النحل، آية: 103. ↑ سورة الرحمن، آية: 33. ↑ سورة الفرقان، آية: 60. ↑ سورة الرحمن، آية: 1. ↑ سورة الرحمن، آية: 2. ↑ سورة الرحمن، آية: 46. ↑ "مقاصد سورة الرحمن" ، islamweb ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-10-10. بتصرّف.
عدم رؤية العمل الصالح والمن بكثرته فإن ذلك يحبطه ويذهب بركته ويورث الغرور، ومهما بلغ الداعية في الجهد وتحمل المشاق في سبيل الله تعالى ونصرة دينه فلا يساوي شيئاً مقابل نعم الله التي أنعم بها عليه في الدنيا، وما ادخره له في الآخرة من النعيم والمتعة، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: (وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ). الصبر والتحمل في سبيل الدعوة إلى الله تعالى وتحمل اتهامات الآخرين وكذبهم على الداعية ووصفه بما ليس فيه، وكذلك سعيهم لضربه أو سجنه أو قتله ونحو ذلك، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: (وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ). الثبات عند الابتلاءت والامتحانات، وهذا مأخوذ من قوله تعالى في بيان حكمة تحديد عدة خزنة نار جهنم بتسعة عشر (ومَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)، وأعظم أسباب الثبات العلم والإيمان، فينبغي للداعية دائماً الارتقاء فيهما والتزود منهما.
بين عز وجل حال المؤمنين، فذكر أنهم نوعان؛ أحدهما أرفع درجة من الآخر؛ فأولهما: له جنتان في الدرجات العليا من الجنة، وثانيهما: له جنتان أدنى من السابقتين، ووصف هذه الجنان وصفاً دقيقًا، إذ بيّن ما فيهن من جلائل النعم التي يتنعم بها الصنفين. بينت السورة أن كل من على الأرض فانٍ، وأنه عز وجل وحده الباقي الدائم ذا الجلال والإكرام. بينت السورة أنه تعالى سيقصد مجازاة خلقه يوم القيامة، وليس له شاغل يشغله عن ذلك، وهناك ينادي المنادي: ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض) [١٢] هربًا من الحساب والعقاب ( فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) [١٣] ولا سلطان لهم، فالمُلك والحكم يوم القيامة لله الواحد القهار. ناقشت مسائل أصول العقيدة والإيمان بالله عزّ وجل. تطرقت السورة إلى التأكيد على عظيم نعم الله سبحانه وتعالى الظاهرة والباطنة التي لا يمكن للإنسان أن يحصيها؛ وذلك لكثرتها، إذ إنها لا تعد ولا تحصى، كما أكدت على قدرته عز وجل في الخلق. تكرر فيها الإعلام عن نعم الله الظاهرة، إذ تكررت فيها آية: ( فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان) [١٤] إحدى وثلاثين مرةً. تميّزت بأسلوب الخطاب والتّحدي للإنس والجن على حدٍّ سواء.
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: «من قرأ سورة الجاثية كان ثوابها أن لا يرى النار أبدا ولا يسمع زفير جهنم ولا شهيقها ، وهو مع محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم» «1». ومن خواص القرآن: روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «من قرأ هذه السورة سكن اللّه روعته يوم القيامة إذا جثا على ركبتيه وسترت عورته ، ومن كتبها وعلّقها عليه أمن من سطوة كل جبار وسلطان ، وكان مهابا محبوبا وجيها في عين كل من يراه من الناس ، تفضلا من اللّه عز وجل» «2». وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «من كتبها وعلقها عليه أمن من سطوة كل شيطان وجبار وكان مهابا محبوبا في عين كل من رآه من الناس» «3». وقال الإمام الصادق عليه السّلام: «من كتبها وعلقها عليه أمن من شر كل نمام ، وليس يغتب عند الناس أبدا ، وإذا علقت على الطفل حين يسقط من بطن أمه ، كان محفوظا ومحروسا بإذن اللّه تعالى» «4». وفي المصباح: من حملها أمن من كل محذور ومن جعلها تحت رأسه كفي شر الجن «5». ___________________ (1) ثواب الأعمال ، ص 143. (2-4) تفسير البرهان ، ج 7 ، ص 173. (5) المصباح للكفعمي ، ص 610.
لَّوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) وقوله: (لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ) يقول جلّ ثناؤه: لولا أن تدارك صاحب الحوت نعمة من ربه، فرحمه بها، وتاب عليه من مغاضبته ربه (لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ) وهو الفضاء من الأرض: ومنه قول قيس بن جَعْدة: وَرَفَعْـتُ رِجْـلا لا أخـافُ عِثارَهـا وَنَبَــذْتُ بــالبَلَدِ العَــرَاءِ ثِيــابِي (1) (وَهُوَ مَذْمُومٌ) اختلف أهل التأويل في معنى قوله: (وَهُوَ مَذْمُومٌ) فقال بعضهم: معناه وهو مُلِيم. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثني أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: (وَهُوَ مَذْمُومٌ) يقول: وهو مليم. وقال آخرون: بل معنى ذلك: وهو مذنب * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا المعتمر، عن أبيه عن بكر (وَهُوَ مَذْمُومٌ) قال: هو مذنب.
كما ورد في الحديث الشريفِ الذي رواه عبد الله ابن مسعود أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالَ: "من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ" [١٠] ، وفضلُها أيضًا في الأخذِ بما جاءت به من عِبر سنَّها الله تعالى لعبادِه المسلمين في كتابه الكريم، واتِّباع أوامرِ الله تعالى فيها كتقوى الله تعالى وشُكرهِ على نعمِهِ [١١]. أسماء يوم القيامة بدأت السورة بقوله تعالى: "الحاقَّةُ * ما الحاقَّةُ" [١] ، والحاقَّة هو اسمٌ من أسماء يوم القيامة، وسُمِّي بذلكَ لأن فيه يتحقَّقُ الوعدُ والوعيدُ من الله تعالى لعباده، ويُسمَّى يوم القيامة أيضًا بأسماء كثيرة ذكرَها الشيخُ عمر سليمان الأشقر في أوَّل كتابه المُسمَّى "اليوم الآخر" مستّدلًّا عليها من آياتِ القرآن الكريم، وهي: يوم القيامة، اليوم الآخرُ، الساعة، يوم البَعثِ، يوم الخروجِ، القارعَة، يومُ الدِّين، يوم الفَصل، الطامَّة الكبرى، الصاخَّة، الغاشية، التغابُن، الحاقَّة، الآزفَة، الجمع، يومُ التلاقِ، يومُ التنادِ، الواقعة، يوم الوعيد والحساب والخلود والحسرة. وهناكَ أسماءٌ اشتُقَّت من الأوصاف التي وصفها الله لذلك اليوم العظيم ومنها: اليوم العسير، اليوم العبوس القمطرير، اليوم العقيم، اليوم المشهود، اليوم العظيم.
[2] مقاصد سورة الحاقة يعتبر المقصد الاساسي في إنزال سورة الحاقة هو إثبات وتأكيد صدق كتاب الله ألا وهو القرآن الكريم ، وذلك بالقسم على انه منزل منه سبحانه وتعالى على رسوله ، حيث به الحجة والتذكرة التي بها ندخل الجنة، وبه ايضا الوعيد والانذار للكافرين ، ونجد هذا المقصد في الآيات الاخيرة من الآية 38 الى الآية 52 فالسورة دفاع عن القرآن ، وخبر بحتمية وجود الدار الحق اي الحاقة. فضل قراءة سورة الحاقة تعتبر سورة الحاقة من السور التي تحمل في طيات آياتها البركة والفوائد العظيمة التي تنال قارئها اذا حفظها وواظب على قرائتها. حيث اشار الكثير من الصحابة في تفسير وشرح سنة رسول الله واحاديثه وتوارد عنهم علماء الدين ان لسورة الحاقة فضل وبركة كبيرة تحل بقارئها ، وان لسورة الحاقة اهمية كبيرة وذلك في حال المواظبة على قرائتها، فقال بعض العلماء ان الذي يواظب على قراءة سورة الحاقة في الفرائض وصلاة النوافل ايضا وذلك بشكل مستمر ، سوف يخفف عنه من أهوال يوم القيامة وسيكون حسابه بسيط وليس بعسير من الله. كما اثبت العلماء ان لها اهمية ليست بالهينة وذلك بالنسبة للامراة الحامل، لانه بالمواظبة على قرائتها سوف يبارك الله ويحفظ جنينها، واذا قامت المرأة بعد ولادتها بقرائتها على بعض الماء وفطمت عليه ابنها حفظه الله لها وبارك في خطاه وان الله سوف يجعل ابنها من النبهاء الأزكياء الذين يحفظون ويدركون مايسمعون من آيات.
dicksplaceinc.com, 2024 | Sitemap